ألم العضلات بعد التمرين

هل ألم العضلات مؤشر للاستفادة من التمرين؟

يعتقد العديد أنه يجب أن تؤلمك العضلات بعد التمرين لتستفيد منه. هل هذا صحيح؟

 

   أولا:  لماذا يحدث ألم العضلات بعد التمرين؟

 

ما نعنيه في هذا المقال هو الألم الذي يبدأ بعد التمرين بـ8 ساعات إلى 2-3 أيام. على خلاف ذلك، الألم أثناء التمرين يعني أنك تتمرن بشكل غير صحيح، و يمكن أن يسبب إصابات بالغة.

 

يحدث الألم أثناء التمرين الصحيح (عند الاقتراب من الفشل – failure rep) بسبب تراكم أيونات الهيدروجين و الفوسفات. يجب أن ننتبه أن الألم بعد التمرين يحدث بسبب الشد العضلي للعضلات النوع الأول، الذي يسبب الضرر و إعادة البناء للخلايا العضلية، المهمين للنمو العضلي.

 

الالتهاب (الذي يحدث بشكل طبيعي عند وجود أي تلف للخلايا) يلعب دور أيضاً في الألم، لكن بدرجة أقل. يعتقد أن تراكم خلايا الدم البيضاء يسبب الانتفاخ و الألم.

 

على عكس ما يعتقده الكثير، الألم العضلي لا يفسره تراكم حمض اللاكتيك، لأنه يرجع إلى مستوياته الطبيعية خلال 30 دقيقة بعد التمرين. 

 

العديد من العوامل تؤثر على ألم العضلات بعد التمرين، منها الاختلافات الجينية، التمرين – نوعه و شدته وعدد التكرارات و فترة الراحة بين كل تمرين، ونقص السوائل أثناء أو بعد التمرين.

 

ثانيا: هل ألم العضلات مؤشر للاستفادة من التمرين؟

 

لا. لكنه يعتبر مؤشر على استجابة الجسد للمؤثرات الجديدة. بسبب الاختلافات الجينية، يشعر البعض بألم أكثر أو أقل بعد التمرين بغض النظر عن الاستفادة منه. بعض العضلات تتأثر بشكل أكبر، مثل عضلات الأرجل، و بعضها بشكل أقل، مثل عضلات الكتف (deltoid).

 

حجم العضلة و الخبرة الرياضية تلعب دور أيضاً، حيث أن كلما زاد حجم العضلة أو خبرة اللاعب بالتمارين، قل الألم. فمن الطبيعي الشعور به عند المبتدئين أو بعد إضافة تمرين مختلف. إذا استمر الألم إلى يوم التمرين التالي فإنه يقلل من مدى حركة العضلات و المفاصل وكما يقلل قوة انقباضهم، و يقلل العزيمة أو التحفيز للتمرين، مما قد يقلل بشكل كبير من فعالية التمرين.

 

الألم المستمر بعد كل تمرين يعتبر مؤشر على عدم فعالية التمرين من ناحية الإفراط في عدد التكرارات، استخدام أوزان كبيرة جداً في التمرين، عدم تعويد الجسد عليه، فترة راحة قليلة بين العدّات أو أيام راحة قليلة بين كل تمرين.

 

ثالثا: كيف تتجنب حدوث الألم في العضلات ؟

أفضل طريقة للتعامل مع الألم هي منع حدوثه من الأساس. مع الوقت والخبرة و التعود على حمل الأثقال الكبيرة يقل الألم، لذلك حدوثه لدى المبتدئين هو أمر طبيعي. عدى عن ذلك، عند ترك التمرين لفترة معينة يحدث الألم في الأيام الأولى بعد العودة للتمرين.

 

لتجنب الألم بعد التمرين يجب الترطيب بشكل مكثف. شرب الماء قبل وأثناء و بعد التمرين يعتبر مهم جداً، و كذلك خلال اليوم، خاصاً عند أخذ مكملات البروتين.

 

تمارين الإحماء قبل التمرين، و خاصة التمديد مع الحركة (dynamic stretching) قد تساعد على تجهيز العضلات و التقليل من الألم بعد التمرين. تمارين الإحماء الثابتة (الشد دون حركة) لا تساعد و لا تقلل الألم.

 

زيادة شدة التمرين (العدّات أو التكرارات أو الوزن) بشكل تدريجي بدلاً من البدء بوزن ثقيل. و ليس فقط الزيادة التدريجية بعد كل يوم تمرين، بل يشمل ذلك أيضاً أثناء التمرين نفسه، كمثال إذا كان في جدولك 3 عدّات بوزن 30، قم أولاً بلعب بضعة تكرارات بوزن 0 ثم بوزن 10 ثم الـ3 تمارين بالوزن المطلوب.

 

  كيف تقلل الألم عندما يحدث؟

لا ينصح بالتمرّن إذا لم يتوقف الألم أو يقل بعد التمرين السابق. عندما يحدث الألم يمكن تقليله من خلال:

  • استمر في تحريك العضلات ببطء
  • تدليك العضلات
  • مسكنات موضعية، مثل دكلوفيناك أو التي تحتوي خلاصة الفلفل
  • استخدام الكمادات الباردة
  • الاستحمام بماء ساخن
  • زيادة فترة الراحة بين التمارين
  • تغيير التمارين التي تسبب عادة الألم و استشارة مدرب للتأكد من صحة تنفيذ التمارين

*لا ينصح باستخدام المسكنات مثل الأسبيرين نظراً لقلة فعاليتها ووجود أعراض جانبية.

 

خلاصة

انسى جملة “No pain no gain”، الألم بعد التمرين لا يعتبر مؤشر للاستفادة من التمرين أو زيادة في حجم العضلات، بل العكس – قد يسبب ضعف في التمارين و يقلل من فعاليتها.

اقرأ ايضاً:
الطريقة الصحيحة لزيادة وخسارة الوزن

 

المصادر :

المصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

المصدر 4

مصدر 5