الألم قد تبدو لك الاجابة بسيطة للوهلة الأولى بما يخصه ..
يعرف الألم عادة بأنه طريقة الجسد ليخبرنا انه يوجد خلل ما !
لكن ماذا عن الأورام الخبيثة التي لا يصاحبها ألم ؟
العلماء المتخصصين في الألم عرّفو الألم على انه
” شعور غير مرضي يجعلنا نريد التوقف ونغيير سلوكنا “.

لهذا اغلب العلماء توقفوا عن تعريفه بأنه مقياس لتضرر احد الانسجة في داخلك.
ولكن الألم عملية معقدة جدا للحماية..

 


كيف يعمل الألم ؟
يوجد في اجسامنا العديد من الأعصاب المتخصصة في نقل أي تغيير خطير في الجسم مثل الحرارة او التوازن الكيميائي او الضغط الخ…
تقوم هذه الأعصاب بإرسال اشارة للدماغ بحدوث خلل ما لكنها لا تقوم بارسال الألم او شعورك به لان الألم يصنع من الدماغ.


في الحقيقة الألم ليس سببه الأساسي يدك المكسورة او عضلاتك الممزقة لكنه ينتج عن معالجة دماغك للمعلومات التي تأتي له من انظمة الجسم المختلفة.
مثل “نظام الكشف عن الخطر”.
وايضا والمعلومات الموجودة في ادراكك مثل ثقافتك و التقاليد المجتمعية.
زيادة على ذلك  الأمور التي تؤمن بها وايضا المعلومات الاتية من الحواس مثل ماذا ترى وتسمع الخ.. 

يقوم الدماغ بعدها باصدار الألم ومكان.
اصداره يعتمد فيه الدماغ على أفضل تخمين لمكان الضرر بناءا على المعلومات الاتية له والمخزنة فيه.
في أغلب الأحيان الدماغ يصيب بمكان الألم ويخبرك بالمكان الصحيح.
لكن ليس دائما !
وأقرب مثال عندما تؤلمك قدمك عندما يكون في الحقيقة ظهرك بحاجة للعلاج…


في الحقيقة انه هو من يخبرنا بعدم فعل الكثير من الأشياء.
مثل عدم حمل اوزان في يد مصابة او المشي على قدم مصابة.
ونفسه الألم من يخبرنا بفعل أمور مثل الذهب الى دكتور او اخذ راحة..


بناءا على الكلام أعلاه أصبحنا على معرفة على أن الألم يمكن ان يزيد او ينقص بناءا على اي شيء يغذي الدماغ بمعلومات ان الجسم في ضرر وبحاجة لحماية.

هل الألم فقط في دماغك وليس في أعضاء جسدك ؟ الإجابة لا.
الانظمة التي تعمل على كشف الخطر في جسمك موزعة في اغلب انسجة جسمك وتعمل كأنها أعين للدماغ.
عندما يكون هناك تغيير مفاجئ لبيئة النسيج.
مثل زيادة حرارته او يصبح أكثر حمضية ( اثناء ممارسة الرياضة وتكون اللاكتيك أسيد ).
او عندما يتم شد النسيج الخ…
تعتبر هذه الأنظمة ( أعين الدماغ ) خط الدفاع الأول لأجسامنا.
حيث انها تقوم بتنبيه الدماغ وتفعيل الية الالتهاب عند النسيج ما يحصل عند تفعيل الية  الالتهاب ان الجسم يزيد من تدفق الدم والبدء بعملية الاصلاح للمكان المطلوب. 

عند التخدير الموضعي هذه الالية لا يمكن الاعتماد عليها لانها لن تنقل للدماغ انه يوجد خطر.
مثل عندما نذهب لطبيب اسنان ويقوم بجرح او حفر السن بعد التخدير…


لكن أثناء الالتهاب يتم قراءة هذه رسائل الخطر بشكل أكثر حساسية حتى لو لم يكن هناك خطر حقيقي مثل تحريكك لمفصل ملتهب سيؤلمك قبل ان يتم ثنيه بالكامل. 

رسائل الخطر هذه تنتقل للدماغ ويتم معالجتها أثناء الطريق جميعها متصلة بالعامود الفقري ويقوم الدماغ بزيادة او تقليل حساسيتها حسب الحاجة. 

مثلا إذا رأى الدماغ أن جميع المعلومات الاتية له من الأعصاب و الحواس والإدراك وغيرها.. جميعها تدل على وجود خطر ما سوف يزيد حساسية العصب المسؤول عن نقل وجود الألم والعكس صحيح.

المناطق المسؤولة عن الكشف عن الحاجة للألم كثيرة جدا ومعقدة وتختلف من شخص لآخر وتختلف من لحظة لأخرى عند نفس الشخص.

لهذا لكي نفهمه نحن بحاجة لفهم الوعي وفهم الوعي عملية صعبة جدا. 

نستنتج من هذا انه لتقليل الألم نحن بحاجة لتقليل أي دليل على وجود الخطر وزيادة الشعور بالأمان.
يوجد العديد من الاستراتيجيات لتقليل الألم الموضعي.
أحد هذه الاستراتيجيات هي اشتغال الدماغ بأمور أكثر أهمية.

اما الالام المزمنة فهي بسبب زيادة الحساسية لمنطقة ما ولهذا يصبح هناك خلل في الدماغ بين الحاجة فعلا للألم او لا يقوم هنا الدماغ بحمايتنا بشكل زائد عن اللزوم.. 

لهذا لا يوجد حل سريع للألام المزمنة العلاج يتطلب رحلة طويلة وصبر. وافضل طريقة هي تدريب الجسم والدماغ على التقليل من حماية أنفسهم.