هل يمكن لل وي بروتين ان يزيد من الدهون؟

يعتبر البروتين، مثل الكاربوهيدرات و الدهون، مصدراً للطاقة و معظمنا يعرف أن 1غ من البروتين يعطينا 4 كيلو كالوري، مثل الكربوهيدرات. هل هذا يعني أن زيادة البروتين تؤثر بنفس طريقة زيادة الكالوري؟ هل زيادة البروتين تزيد الدهون و الوزن؟ و هل زيادة البروتين ضارة بشكل عام؟

ينصح بتناول بين 1.5 و 2 غ من البروتين لكل كغم من وزن الجسم في اليوم عند ممارسة الرياضة بشكل منتظم، بغض النظر عن الهدف. الرقم 0.8غ/كغم يعتبر الحد الأدنى للحفاظ على مستويات صحة طبيعية.

 

لكن ماذا سيحدث إذا استهلكنا أكثر بكثير من هذه الكمية من البروتين – وي بروتين ؟

 

بشكل عام، عند اختيار حمية لخسارة الوزن، يجب النظر إلى كمية الكارب والدهون المستهلكة و لا ينصح بتقليل كمية البروتين بهدف انزال الوزن. أجريت دراسة بسنة 2014 ووجدت أن زيادة كمية البروتين في الحمية دون زيادة كمية الكارب و الدهون أدت إلى زيادة في الوزن لكن دون زيادة في الدهون، أي أن الوزن المضاف كان بشكل أساسي عضلات.

المدهش في الدراسة أن كمية البروتين التي تناولها المشاركين كانت 4.4غ/كغم! ما يعني 330 غ باليوم للرجل المتوسط (بوزن 75 كغم)، أو ما يعادل 1.2 كغم من صدور الدجاج في اليوم! عدا عن ذلك، المجموعة التي استهلكت كميات أكبر من البروتين استهلكت 800 كالوري أكثر من المجموعة الأخرى كل يوم، و على مدار 8 أسابيع لم يلاحظ زيادة في نسبة الدهون لديهم (Antonio, J. et al, 2014). 

 

ما تفسير ذلك؟

الوظيفة الأساسية للكارب و الدهون هي تزويدنا بالطاقة ويستخدمهم الجسم أولاً لانتاج الطاقة. في حالة استهلاك كميات زائدة يخزن الجسم الفائض كدهون مما يسبب زيادة في الوزن. من ناحية أخرى، البروتين مهم لمئات من المهام الأخرى، لذلك الجسم لا يفضل استخدامه كمصدر للطاقة.

عدى عن ذلك، تستهلك الكثير من الطاقة لحرق البروتين و لذلك لا يفضله الجسم كمصدر للطاقة.

 

أيضاً..

 

ليست كل مصادر الكالوري متساوية. في أنابيب في المختبر حرق 1غم من البروتين يعطي نفس كمية الطاقة كحرق 1غم من السكر، و لكن داخل الجسم يختلف الأمر. هذا يعود على ما يسمى بالتأثير الحراري للغذاء (the thermal effect of food)، اللذي يأخذ بالحسبان الطاقة المتطلبة أو المهدرة في عملية الأيض.

بشكل بسيط، يتطلب البروتين كمية طاقة أكبر للهضم و الامتصاص و الحرق، ما يعادل من 20 إلى 35% من الطاقة التي يزودها، بالمقارنة مع 5-15% للكارب و الدهون (Halton, T. L., 2004). إذا تناول بروتين أكثر يؤدي إلى حرق كالوري أكثر و كلما زادت نسبة لياقة الجسد و حجم العضلات، زادت نسبة الحرق.

 

دراسات و أمثلة

وجدت دراسة في 2012 أن زيادة نسبة استهلاك البروتين تتناسب طرديا مع الكتلة العضلية الصافية و عدم وجود تناسب مع كمية الدهون في الجسم (Bray, G. A. et al, 2012).

في دراسة مماثلة لعام 2015،  قارن الباحثون بين مجموعتين، الأولى استهلكت 2.3غم من البروتين لكل كغم و الثانية 3.4غم/كغم. المجموعتين خضعوا لبرنامج تمرين 5 مرات في الأسبوع لمدة 8 أسابيع. بالرغم أن المجموعة التي تناولت بروتين أكثر استهلكت كمية أكبر من الكالوري،

لم يلاحظ أية زيادة في الوزن بعد 8 أسابيع. في كلتا المجموعتين زادت الكتلة العضلية بشكل مساوي. الفرق الأكبر كان في خسارة الدهون. في المجموعة الأولى خسر الأعضاء بمعدل 0.3 كغم خلال الـ8 أسابيع بينما كانت خسارة الدهون في المجموعة التي تناولت كمية أكبر من البروتين 1.6 كغم، أي خسارة بمعدل 3% للمجموعة الأولى و 14% للمجموعة الثانية، على الرغم أن كلتا المجموعتين استهلكت كمية كالوري أكبر من الطبيعية خلال هذه الفترة (Antonio, J. et al, 2015).

 

هل زيادة البروتين تزيد من الدهون؟

لا. ممارسة الرياضة، تناول كميات كبيرة من البروتين لا تؤدي لزيادة في كمية الدهون، بل العكس.

 

هل البروتين مضر للكلى أو الكبد؟

أيضاً لا. يعمل الكبد على تحويل البروتين إلى مصدر طاقة و خفض نسبة الأحماض الأمينية في الدم في حالة الزيادة الكبيرة لها. تعمل الكلى على طرح المواد الناتجة عن أيض البروتين، مثل الكرياتينين و الأمونيا.

كما قلنا سابقا، تناول 1.5-2 غم/كغم يكفي لتلبية الحاجة اليومية من البروتين عند ممارسة الرياضة بشكل منتظم. وجدت دراسات أن كميات تصل إلى 3.4غم/كغم/يوم تعتبر آمنة و لا تؤثر على عمل الكلى أو تسبب ضرر على فترة 8 أسابيع (Antonio, J. et al, 2015).

إذا لم يكن هناك أي مشاكل في عمل الكبد أو الكلى فإن البروتين لا يؤثر على عملهم و لا يسبب ضرر. في حالة وجود فشل في أي منهم يجب استشارة الطبيب قبل أخذ أي نوع من المكملات الغذائية.

 

المصادر :
مصدر1
مصدر2
مصدر3
مصدر4